Thursday, August 24, 2017

هذه الأم، هل تستحق البر؟


 هناك ـ للأسف ـ من الأمهات من لا تعرف "فقه الأمومة"، ولا تقدر خطورة المسئولية الملقاة على عاتقها، ولا ترعاها حق رعايتها، فتدفع أبناءها بسوء تصرفاتها وعنفها وقسوتها معهم إلى عقوقها والتمرد عليها، فينهدم صرح الأمومة في البيت، ويتصدع جدار البر الواجب على الأبناء، فتعيش أسرة هذا حالها في جو مشحون بالعنف والغضب والكراهية والتربص وسوء الظن . وفي الحديث "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها".
ومشكلة بعض الأمهات أنها ربما تعاني من آثار قسوة ذاقت مرارتها في طفولتها أو صباها ـ والله أعلم ـ ، أو أنها لم تتشبع بمفهوم الأمومة السوية، فالأم في البيت هي الراعية، والحانية، والحادية، والحادبة، والبانية .. وقد تكون (الجانية) إن هي فقدت المكونات النفسية والاجتماعية للأمومة . ولذا فإن علماء الاجتماع يحللون نفسية الأم العنيفة القاسية على أولادها، فيرجعون قسوتها تلك إلى عدة أسباب فيقولون:" والأسباب ذات الجذور القديمة تكون نابعة من مشكلات سابقة أو عنف سابق، سواء من قبل الآباء أو أحد أفراد العائلة، أما الأثر الحاضر فتكون جذوره مشكلة حالية، على سبيل المثال خلاف الأم مع زوجها، قد يدفعها إلى ممارسة العنف على أولادها، وبالتالي فإن الشخص الذي ينحدر من أسرة مارس أحد أفرادها العنف عليه، ففي أغلب الأحيان أنه سيمارس الدور نفسه، لذا من الضروري معرفة شكل علاقة الأم المعتدية على أولادها بوالدتها في صغرها، وفي الغالب تكون تعرضت هي نفسها للعنف، لذا فبالنسبة لها تعتقد أن ما تقوم به من عنف تجاه أولادها هو أمر عادي كونه مورس عليها، ومن حقها اليوم أن تفعل الشيء نفسه رغم معاناتها منه سابقاً.

إن الوالدين الفاقدين للحنان والحب منذ الصغر غير قادرين على إمداد الحنان والرعاية لأطفالهما.
وفي بعض الحالات ينصب عنف الأم على ابنة محددة؛ نتيجة تدليل الأب أو الحماة لها أو تشبيهها بهم، وهذا يكون مع تردي العلاقة مع الزوج أو الحماة، ومن جهة أخرى تحفز غيرة الأم من ابنتها ممارسة العنف ضدها، فهناك أم تغار من نجاح ابنتها وتفوقها بالدراسة، لذا تلجأ إلى أساليب كثيرة كي تعيق تفوقها، أو تغار من جمال ابنتها، فتفتعل معها المشكلات وتضربها لدرجة الأذى كي تشوّه جمالها.

كما يرى البعض أن المشكلة تكمن في عدم وعي الأمهات لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار، وبمدى أهمية توفير العاطفة قبل المادة للأولاد. وهذه الحالة تدفع الفتيات خاصة إلى البحث عن بديل يمدها بالعاطفة والحنان الذي تحتاجه، مما يؤدي إلى غيرة الأم، من هنا يبدأ الشرخ في العلاقة بين الأم وابنتها"

لو تعلم كل ام تفرق بين اولادها ما تسببه لهم من تدمير نفسي وعصبي لتمنت الا يكون لامثالها وجود علي الارض لانها تخرج للمجتمع مخلوقات مشوهة نفسيا فاقدة الثقة في الاخرين متعطشة للحب والحنان مما يدفعها لمليون خطيئة واهتزاز نفسي يدمر كل علاقاتها خصوصا مع اولادها الذين ليس لهم ذنب انهم اولاد ام مشوهة نفسيا ومحرومة عاطفيا نتيجة تفضيل امها لاختها عليها حتي بعد الكبر والزواج والانجاب لعنة الله علي كل ام تفعل ذلك بابنائها ولا سامحها الله علي هذا الجرم النفسي وتدمير انسان داخليا وخارجيا والطامة الكبري عندما يكون الزوج ايضا جاف عاطفيا ولا يعوض عدم عدل الام وحنانها الام لا يعلمها الا الله وابتلاء عظيم يا ليت كل ام تفعل ذلك تقرا رسالتي وتتذكر انه بسبب عدم عدلها قد تحرم من دعوة ابناءها المحرومون لها بعد وفاتها وسوف تنال ما تستحقه من عقاب من الله لانها قتلت انفس معنويا ولا امل في اصلاح هذه النفوس المشوهة المملؤة بالعقد وفقدان الثقة والحرمان العاطفي.

لية العلاقات بتوصل لـ نقطة كراهية مافيش منها رجوع .. قصة حقيقية

 قصة الفنان عادل أدهم 
الفنان " عادل أدهم " فى بداية حياته كان عايش فى الاسكندرية .. اتعرف بالصدفة على بنت يونانية حلوة إسمها " ديمترا " كانت بتزور واحدة صاحبتها عايشة فى مصر .. ميزة " ديمترا " غير الشعر الأصفر والعيون الزرقاء إنها كانت حبوبة ومؤدبة بشكل أقرب لينا إحنا كمصريين عنها كواحدة أجنبية .. الجمال الهادى .. العين اللى فى الأرض مكسوفة .. الكلام اللى بصوت واطى و ع القد .. اللبس البسيط اللى مفيهوش أفورة .. الغريب إنه ومع عقبة إختلاف الثقافات حبوا بعض؛ بس حب " ديمترا " له كان أكبر .. عادل كان محتاج الإستقرار و ديمترا كانت محتاجة تحب .. خدوا قرار الجواز ورغم معارضة أهل " ديمترا " فى اليونان لجوازها من شخص عربى بس هى صممت وتمسكت بيه للآخر .. إتجوزوا وعاشوا فى إسكندرية .. البداية كانت سعيدة لكن شوية بشوية وبسبب شغل عادل والضغط اللى كان فيه بدأت عصبيته تبان وتظهر وتاخد شكل مختلف .. بدأ الشكل المختلف يبقى متخلف ! .. ضرب .. إهانة .. عتاب متكرر .. " ديمترا " كانت بتستقبل ده كله بالصبر أو ع وجه الدقة " بالحب " .. لحد ما فى يوم عادل رجع البيت متأخر من الشغل ولما عاتبته بشكل خفيف ع تأخيره وإنها كانت محتاجاه جنبها عشان كانت تعبانة طول اليوم لدرجة إنها راحت للدكتور تكشف؛ عادل طنش كلامها وإتعامل معاه بإستهزاء، و لما لقاها ماطبختش شد العيار عليها جامد وضربها بشكل قاسى من غير مراعاة لإنها حامل فى الشهر الرابع ! .. ضربها ودخل نام .. صحى ملقهاش .. لا هى ولا هدومها ولا أى أثر منها .. ثقته فى حبها ليه وإنه ضامنه فى جيبه 100 % خلّاه يضحك ع نفسه ويقنعها إنها أكيد خرجت تشترى حاجة وزمانها جاية .. مر اليوم وماظهرتش ! .. راح عمل بلاغ فى قسم محطة الرمل بإختفائها .. ماظهرتش .. لف عليها فى كل الفنادق فى إسكندرية والشقق المفروشة .. ماظهرتش .. إتصلت بيه صاحبتها اللى فى مصر وقالت له ماتدورش ع " ديمترا " تانى هى سافرت اليونان .. سافر وراها .. راح لأهلها وسألهم عليها قالوله مانعرفش هى فين .. فضل موجود فترة فى اليونان يلف البلد كلها عليها برضه ماظهرتش .. صدمة " عادل " كانت إنه فى كل لحظة من وقت إختفائها وأثناء بحثه عنها كان بيراجع فى ذهنه المرات اللى كان بيعاملها بقسوة وهو فاهم إنها هتفضل مستحملة للأبد .. ما هى بتحبنى بقى ! .. رجع لمصر .. بدون مراته وبدون إبنه اللى لسه ماشفش النور .. مرت السنين ودفن عادل نفسه فى شغله .. شغل شغل شغل عشان ينسى .. زادت شهرته .. تقدر تلاحظ بسهولة مسحة الحزن اللى تحت عينه أثناء تمثيله والتكشيرة اللى بقت جزء من ملامح وشه والناس فاكراها لزوم الشغل بس أصلها كان الموقف اللى علّم عليه طول عمره وساب جرح ما يتنسيش .. إتجوز مرة تانية من شابة صغيرة فى السن رغم إنه كان بقى عجوز خلاص لكنه حاول يصلح غلطته القديمة وكان بيعاملها بمنتهى الحب والتقدير بعد ما أستوعب الدرس .. بعد 25 سنة بالظبط قابل بالصدفة فى الغردقة صاحبة " ديمترا " وعرف منها إن ديمترا إتجوزت وإنها عايشة مع جوزها وإبن عادل فى العنوان الفلانى فى اليونان .. ساب كل اللى وراه وسافر هناك .. العجيب إن " ديمترا " إستقبلته كويس هى وجوزها وعزموه ع الغداء ! .. كان واضح إن " ديمترا " مرتاحة مع جوزها وبتحبه ! .. عادل سأل نفسه أوُمال الحب اللى كانت بتحبهولى راح فين ؟ .. معرفش يجاوب، وحاول يطرد حوار " ديمترا " من راسه بقى ويقنع نفسه إنها صفحة وإتقفلت خلاص وإنه أساسًا كان جاى عشان يشوف إبنه .. سأل عنه .. " ديمترا " قالتله إنه موجود فى المطعم بتاعه اللى جوزها عملهوله فى العنوان الفلانى وإنه ممكن يروح يشوفه من بعيد لبعيد بس ياريت بلاش يقابله ولا يعرفه بنفسه .. راح المطعم وماسمعش الكلام وقابل الولد وعرفه بنفسه وقرب منه عشان يحضنه وهو مش مصدق إنه شايف حتة منه قدامه بعد كل السنين دى .. الولد حط إيده بينه وبين صدر عادل عشان يمنعه إنه يلمسه وقال له إنه مايعرفش أب غير اللى رباه وكان حنين ع أمه وإن لو فيه واجب هيعمله مع عادل فيهكون إنه مش هيخليه يحاسب ع ثمن المشروب اللى هيشربه فى المطعم ! .. عادل خد الصدمة ورجع ع مصر والأرض مش شايلاه .. الكلام ده كان فى أواخر أيامه وبسببه دخل فى نوبة إكتئاب.

فى أى علاقة محبة ( صداقة أو حب أو قرابة ) الغلّاوة والمعّزة ممكن يتقلبوا للنقيض بسبب عدم التقدير .. الحب زيه زى شوية ميه صافيين ممكن بـ حبة عكننة تلاقيه بقدرة قادر أتعكر وبقى طينة .. أى درجة قساوة مهما كانت عالية خلّيك فاهم إنها بسبب خذلان مش عادى .. 

وارد إنك تلاقى اللى يصفى وده رغم جفاءك معاه ، و ده ترفع له القبعة .. انما الأغلب بتلاقى اللى بيتحول 180 درجة وده ماتقدرش تلومه ولا تغلطه .. 
تقعد تتكلم مع ناس عن ناس كانوا بالنسبة لهم محور الكون والبرجل اللى بيتسندوا عليه ويلفوا ويشوفوا الدنيا بعيونهم لحد فترة قريبة وتسمع عنهم منهم شعر .. ودلوقتى ؟ .. أعداء بالمعنى الحرفى .. هما اللى بيجبروك تبقى حد مش إنت بـ ( كلمة ، فعل ، صدة ، جفاء ) مش محسوبين .. 
ما تستغربش لأنك ع قد ما هتتحب ع قد ما ممكن تتكره .. ماتعتمدش ع الحب لوحده لأن مفيش حد بيضمن حد فى جيبه إلا بالتقدير .. فعلًا ؟ .. اكيد طبعًا وعادى جدًا أصل اللى بيحب مش كاتب ع نفسه شيك ع بياض .. 

ماتوصلوش العلاقات لـ نقطة كراهية مفيش منها رجوع .. 
ليا واحد صديقى دايماً يقول لى لو ضامن إن ليا دعوتين ربنا هيستجيب ليهم أتمنى تكون الدعوة دى واحدة منهم

ربنا يكفينا شر الكره بعد محبه وشر الانتقام بعد الموده.

Tuesday, August 22, 2017

أشياء يجب تذكرها عند التعامل مع الشخصيات الهدامة



عند التعامل مع الشخصيات الهدامة او المنتقدين دائما تذكر الخطوات الآتيه:

1.   الناس السلبية سوف تجد دائما شيئا للشكوى :
من المهم أن تتذكر أنه ليس عنك، هناك أناس ضعفاء يشعرون بانهم أفضل أو أكثر ذكاء من خلال الإشارة إلى الأشياء الخطأ مع ما تعمله، بدلا من وجود هواية أو عمل شيء من انفسهم. لو استمعت الى سلبيتهم وأجريت تغيير فى ما كنت تفعل، فإنه لن يحدث فرقا، فإنهم سيجدوا شيء جديد لانتقاده. هذه هى طبيعه الشخص السلبى و طريقه تفكيره البحث عن ما هو خطأ. انهم لا يهاجمونك شخصيا، انهم مجرد وجدوا اشياء صادف أن تكون هناك، لكونها سلبية هى نبوءة تحقق ذاتها.

2.   المتذمرون دائما اقل من ما ينتقدونه :
بطريقة ما، كارهك يجعلك أقوى. أنت الذى يبادر بالعمل، وهو مجرد رد فعل. أنت القائد، و هو التابع. اعتبرها مديح لك عندما ينظر اليك الكاره ويقضى وقته فى تتبع اى خطأ لك و يهدر طاقته فى  كرهك بينما انت تعمل وتنجح.

3.   إذا لم يكن هناك أحد يكرهك ، فانت لا تعمل شىء مهم :
لا يوجد فى التاريخ من كان محبوب الكل خلال حياته. انها طبيعة الاشياء ان فعل أي شيء يستحق القيام به لا يرضي الجميع في كل وقت. الطريقة الوحيدة التى يرضى عنها الكارهون ان لا تجعل أي موجات لأى شيء تفعله، أي لا تترك اثر مهما كان حجمه. هذا مضيعة هائلة من حياتك ان لا تفعل شىء ارضاء للكارهين.إعمل وانجح واتركهم فى مكانهم اسفل سلم النجاح.

4.   الكارهين غير سعداء بالمره :
أنه من المستحيل أن تحكم على ما يقوم به الآخرون وألا يكون داخلك شعور عميق بالالم حول كيفية شعورك تجاه نفسك. المعايير التي تطبقها على الأشخاص آخرين تطبقها داخليا، دون ان تشعر مما يسبب لك الم عميق يجعل كراهيتك للناجحين تزيد مما ينعكس ذلك عليك وينفر منك الجميع وهذه حاله لا تسعد صاحبها.

Friday, August 18, 2017

حكمة جميلة


وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحثا لموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل.
وهكذا، نادى المز...ارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ ) التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان، وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة.

وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره ! كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى. وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى.
وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا.

Sunday, August 13, 2017

هؤلاء أشخاص يفسدون حياتك .. أبتعد عنهم

هل تعرف شخصا سلبيا يجعل من حياتك كابوسا؟ حتى إن كنت لا تعرف هذا الشخص فسوف تلتقي به في مرحلة ما من حياتك، التعامل معه صعب ومرهق بل أنه من الممكن أن يشكك بشخصك لدرجة تدفعك للجنون، وقد جمعنا لك في هذا المقال بعض صفات هذا الشخص المُنغِص.
1-     متلاعبون، لهم طريقتهم في استخدام الأشخاص في تحقيق أهدافهم الخاصة بغض النظر عن ما يريد الشخص المتلاعب به، فهم بعيدون تماما عن المساواة والعدل في علاقاتهم بالبشر.

2-     يضعونك في موضع اتهام، فدائما تجدهم منتقدين ومهاجمين لك ولتصرفاتك ولأفعالك حتى وإن اتضطروا للكذب ليجعلوك مخطئا.

3-     لا يتحملون مسؤولية مشاعرهم حتى وان حملوا لك مشاعر طيبة، وإن حاولت التلميح لذلك فستجدهم في حالة دفاع وانكار شديد، وبالطبع لا يتحملون مسؤولية أفعالهم.

4-     لا يعتذرون مطلقا، لأنه لا شيء يستدعي الاعتذار بنظرهم، ففي جميع الحالات هذا خطأ شخص آخر غيرهم، ويستخدمون أيضا علاقاتهم لإبعاد الاعتذار عنهم ويحاولون كسب التعاطف والانتباه على حساب ضحاياهم.

5-     متناقضون مع أنفسهم، من الصعب أن تعرف أي وجه من وجوههم أنت تتعامل معه، ففي أي وقت ستجد تقلبا في انطباعاتهم وطريقتهم وسلوكهم، وكل هذا متوقف على ما يريدون تحقيقه أو حدوثه (وبالطبع ستجدهم طيبين معك إن أرادوا شيئا منك).

6-     يجبرونك على إثبات نفسك لهم، وبهذا يجعلونك تفضلهم عن باقي الأشخاص ومفضلا احتياجاتهم على احتياجاتك، ومع الوقت يتحول هذا لتطبيق نظرية فرق تسد، حيث يكونون هم الخيار الوحيد دائما لدرجة أنهم قد يجعلونك تنهي جميع علاقاتك مع البشر.

7-     يجعلونك في موقف دفاعي، ودائما ما تجدهم غير قابلين للنقاش، ربما لأنهم لا يهتمون بوجهة نظرك أو محاولتك للوصول لحل مرضي للجميع في أمر ما، ولأنهم أشخاص متلاعبون في الأصل ستجدهم متعسفين تجاه شخصك محولين مجرى الحديث من النقاش إلى مهاجمة أسلوبك وكلماتك وحتى نبرة صوتك!

8-     لا يأبهون لك ولا يدعمونك، غير مهتمين بما يهمك، ولذلك يجب أن تعاملهم بالمثل فلا تلقي لهم بالا ولا تساندهم في أهدافهم، واحذر من هؤلاء الذين يلومونك دائما فالولاء كلمة غريبة في قواميسهم.

غالبا ما يجعلونك ترغب في إصلاح حياتهم وحل مشاكلهم، يريدونك أن تشعر بالشفقة والمسؤولية تجاههم، بالرغم من ذلك فإن مشاكلهم لا تحل أبدا وإذا ساعدتهم في مشكلة يجلبون لك مشكلة أخرى، ما يريدوه منك حقا هو التعاطف والدعم اللانهائيين وسوف يصطنعون حادثة تلو الأخرى ليحصلوا عليهما.
احذف كلمتين "الحل والإنقاذ" من قاموسك فهما لا يجديان نفعا معهم خاصة بعدما أصبحت تهتم بهم بشكل مبالغ فيه.
يستنزفون قواك دوما، فبعد مساعدتهم تجد نفسك مهزوم عاطفيا، يدور قضاء الوقت معهم حول رعاية وإدارة مصالحهم مما سيشعرك إما بالغضب أو الإحباط، فلا تجعل نفسك مُستنزفا بعطاءك المجاني.
تبدأ علاقتك معهم بالشفقة عليهم ومحاولة مساعدتهم في مشاكلهم، ولكن بمجرد أن تدرك مدى سوء رد فعلهم تجاه مساعدتك يجب عليك تلجيم علاقتك معهم أو قطعها نهائيا، وفر طاقتك ووقتك لحياتك أنت ولا تتخلى عنهما لأي شخص آخر.
كن حذرا من النرجسيين المنغصين لحياتك فسلوكهم يميل للتحكم في كل أمور حياتهم بما فيها أنت، فسيطالبونك بالاهتمام الخالص وسيحاولون إقناعك بالانضمام للمعسكر المتواجدون به لأنهم أعلم وأفضل منك، فهم على صواب وأنت على خطأ دائما — من وجهة نظرهم بالطبع، وعليه فأنت ملزم بتطبيق واتمام ما يأمرونك به فهم يعتقدون بعدم ضرورة وجود مساحة خاصة بك. ليس هذا فقط؛ بل إنهم سيحاولون عزلك من أي شخص تعرفه أو مقرب منك.
العلاقات الإجتماعية معقدة جدا، والتعامل مع الأشخاص المُنغصون الذين تحدثنا عنهم آنفا ليس سهلا مالم تتعلم من أخطاءك وسلوكهم، ومن المعلوم أنه هناك العديد من العلاقات أعقد أكثر من غيرها كالعلاقات العائلية مثلا، حيث أنه من الصعب قطع الصلة بالأقارب، لكن في الوقت ذاته يجب عليك ألا تشعر بالسوء أو التقصير تجاه نفسك بسبب علاقتك مع أي شخص، وإن شعرت بذلك فيجب عليك أن تراجع نفسك وتحل هذا الأمر، وان لم يغيروا هم من أنفسهم فتغير أنت!
زن إيجابيات وسلبيات هذه العلاقة وضع حدا لها إن كانت مضرة لك، والأهم أن لا تنظر أبدا للخلف.


Thursday, August 10, 2017

المصافى الثلاثة


يحكى أنّ أحد الأشخاص زار الفيلسوف الكبيرسقراط "، وبعد التحية والسلام قال له: "عزيزي سقراط، هل سمعت ما يقولون عن صديقك ".

"لا"، أجابه سقراط وعلامات الدهشة مرتسمة على وجهه، ولكن قبل أن تقص علّيّ خبرك، قل لي: هل مرّرت قصة صديقي عبر المصافي الثلاثة.

"مصـــافي " أيّ "مصـــافي"، أجابه الضيف بدهشة !!!

- نعم ، قبل أن يحكي الإنسان أي شيء عن شخص آخر لا بد من تصفيته ثلاث مرات.
المصفاة الأولى: هي مصفاة الحقيقة، فهل تحققت من أن ما تريد إخباري به هو الحقيقة؟.
-
لا ، ليس بالضبط، لم أرى الشيء بنفسي، سمعته فقط.
- حسناً، أنت لا تعرف إذن إن كانت الحقيقة، فلننظر الآن المصفاة الثانية، مصفاة الخير، هل ما تريد أن تخبرني به عن صديقي خير؟.
 -آه ، لا ، بل على العكس سمعت أنهم يقولون عن صديقك أنه أساء التصرف.
 - فيتابع سقراط: إذن تريد أن تحكي لي أشياء شريرة عنه وأنت لا تعرف إذا كانت حقيقية أم لا، هذا لا يبشر بالخير، ولكنك تستطيع أن تكمل الاختبار، ولا يزال أمامك.
المصفاة الثالثة، مصفاة الفائدة، هل من المفيد أن تخبرني بما فعل صديقي؟.
-
مفيد ؟! لا، في الحقيقة لا أعتقد أنه مفيد.
فيعلق سقراط: إن ما ستقوله عن صديقي ليس حقيقة ولا خيراً ولا فائدة فيه، فلم تريد إذاً أن أسمع منك ؟ من الأفضل أن تنسى كل هذا".

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال »: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت «ففي هذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلاّ إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.

أن الكثير منّا لديه حب الاستطلاع، ولذا ترى البعض يسعى دائماً لملء رغباته بالاستماع لأي شيء عن الآخرين، و في كل يوم تغرقنا وسائل الإعلام المختلفة و المتنوعة بسيل عارم من الإشاعات و الأخبار و الدعايات، ترى ماذا لو طبقنا مبدئ المصافي الثلاث فكم ستبقى لدينا من خبر صحيح و جيد و مفيد، طبعا ليس الشيء الكثير.

كيف يستطيع الإنسان البسيط  و المواطن المقهور أصلا التمييز بين الخبر و الدعاية و الإشاعة و التفريق بين الخبر الجيد و السيئ و الخبر التافه المغلف بشيء من الأهمية.
و كيف يمكنه الصمود وسط بنية اجتماعية ساكنة هاجسها الأساسي هو ملء البطون والجنس والثرثرة في أحاديث فارغة واجتراره لقتل الوقت في متابعة القنوات الإعلامية أو قراءة المقالات ذات البعد الواحد في الرؤى والهدف في تحويل الإنسان إلى كائن سلبي لا أمل فيه أو إلى سلعة استهلاكية وحيث يكون التضليل الإعلامي هو الأداة الأساسية للهيمنة الاجتماعية.

فليس كل ما تراه عينك فهو الحقيقة، و ليس كل ما تسمعه أو تسمع به هو الصدق، بل إن أكثر مشاهداتنا تكون مشوبة غير واضحة، أوليس البصر يزيغ والآذان تشتبه؟ كما يقول الإمام علي رضي الله عنه . أوليس الظن هو سيد المواقف في حياتنا؟

يقول الخبير الفرنسي كريستيان كود فروي" كلما واتتني الفرصة كي أشاهد برنامجا أو اقرأ مقالا أكون على دراية كاملة و مسبقة بمضمونه، أصدم برؤية كم زيفت الحقيقة، فكل أساليب التضليل و الدعاية بكل أنواعها و التعتيم الإعلامي التي كان يستعملها هتلر في زمانه أجدها قد وضفت بعناية في المقال أو البرنامج.

و لعل اخطر شيء في مجال التعتيم الإعلامي هو أن تتحول الوسائل الإعلامية العمومية ذات الجماهيرية الواسعة إلى محطات دعائية هدفها تغليب مصالح النخب و تطويع الجماهير و خلق مواطن سلبي غير قادر على الفعل و المبادرة.

يعرف الدكتور فيليب تايلور في كتابه الممتاز "قصف العقولالدعاية على أنها المحاولة »العامدة « لإقناع الناس بكل الوسائل المتاحة بأن يفكروا ويسلكوا بأسلوب يرغبه المصدر.

إنها وسيلة من أجل تحقيق غاية مرسومة. وتتنوع الأساليب ا لمستخدمة تبعا للتكنولوجيات المتاحة. ولا يهمنا إن كان السلوك المطلوب ينتج عن الجهد المبذول أو لا فذلك هو الفرق بين الدعاية الناجحة والدعاية الفاشلة، فالنجاح ينبغي أن يحسب قياسا إلى النوايا.

يقول الأستاذ هربرت أ شيللر في كتابه " المتلاعبون بالعقولعندما تُكرَّس وسائل الإعلام شكلا ومضمونا للتضليل، وعندما يجري استخدامها بنجاح وهو ما يحدث دائما فإن النتيجة تتمثل في السلبية الفردية أي حالة القصور الذاتي التي تعوق الفعل. وذلك في الواقع هو الشرط الذي تعمل وسائل الإعلام والنظام ككل بنشاط جم على تحقيقه من حيث إن السلبية تعزز وتؤكد الإبقاء على الوضع القائم، وتتغذى السلبية على ذاتها مدمرة القدرة على الفعل الاجتماعي الذي يمكن أن يغير الظروف التي تحدّ من الإنجاز الإنساني.

يقول البرازيلي باولو فرير و هو أحد الفلاسفة المنظرين لحالة الإنسان المقهور في نظريته التربوية الخطيرة ( تربية المقهورينإن تضليل( manipulation) عقول البشر هو »أداة للقهر « فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى »تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة فباستخدام الوسائل المتاحة التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود بل وتضفي عليها أحيانا طابعا خلابا يضمن المضللون من خلاله التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في ا لمدى البعيد المصالح الحقيقية للأغلبية. وعندما يؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير اجتماعية بديلة.

على أن تضليل الجماهير لا يمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية. فالحكام لا يلجأ ون إلى التضليل الإعلامي-كما يوضح فرير-إلا »عندما يبدأ الشعب في الظهور ولو بصورة فجة كإرادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية » « أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل بالمعنى الدقيق للكلمة بل نجد بالأحرى قمعا شاملا. إذ لا ضرورة هناك لتضليل المضطهدين عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس الواقع كما يقول المثل العربي " الضرب في الميت حرام".

و هناك عدة أساليب يمكن القول بأنها دعائم أساسية للتضليل أو التحريف الإعلامي كسياسة متبعة في بعض وسائل الإعلام المرئية و المسموعة أو المقروءة التي تعتمد التضليل لتحقيق أهدافها وذلك لتيقنها أنها تعمل عكس الحقيقة وأن الحقيقة تحول دون نجاحها في إقناع الناس برسالتها الإعلامية و من بين هذه الأساليب نجد:

التحريفو هو ما تقوم به القنوات الإخبارية من تحريف للكلمات بالقص والحذف وتغيير مسار الخطاب حسبما يريدون خدمة لهدف رسموه مسبقا يريدون إيصاله للمتلقي. ( فهل صدقتم مثلا أن داعية مثل العلامة يوسف القرضاوي الذي قضى حياته في خدمة الدين الإسلامي يبيح الخمر في أخر حياته)؟

-
التكتيم أو التعتيم أو الحذفتعمد وسائل الإعلام إلى إخفاء المعلومات التي يؤدي نشرها إلى تعذر أو صعوبة في تحقيق أهدافها المرسومة لها (طبعا هناك أحداث يومية يتابعها الإنسان بعينيه و لكن لا وجود لها على القنوات الإعلامية(

-
التنكيريقوم الكاتب بصياغة الأخبار والمعلومات بصيغة المبني للمجهول، أو ما يسمى كذا، أو ما يطلق على نفسه كذا، أو المدعو فلان بن فلان، بحيث يظهر الشخص أو الجهة مدار الحديث نكرة وكأن الناس لا يعرفونها وكأنها جهة وهمية غير واقعية وتطلق على نفسها ألقابا لا تحق لها.

-
لفت الأنظارعند وقوع أحداث كبيرة تهدد تحقيق الأهداف المرسومة تلجأ وسائل الإعلام إلى أسلوب لفت الأنظار بحيث تغير مجرى الحديث وتسلط الأضواء على متعلقات أخرى غير أصل المعلومات لتحصر التفكير فيما يخفف من الآثار المترتبة على الأحداث الواقعة.

-
التجاهليحب الجمهور أن تتفاعل المؤسسات والهيئات والشخصيات مع القضايا التي يهتمون بها ويحتاجون إلى معرفة معلومات عن الجهات المتعددة ومواقفها المتلاقية والمختلفة إزاء تلك القضايا، وهنا تعبث وسائل الإعلام الممارسة للتضليل الإعلامي بالأمر وتتجاهل المواقف التي يعرقل نشرها تنفيذ أهدافها الرامية إلى التأثير في الرأي العام بشكل معين.

-
الكذب أو التشويهعندما تعجز وسائل الإعلام عن تحقيق مرادها بالتأثير في الرأي العام تلجأ إلى التشويه ونشر الأكاذيب وتلفيق الأخبار غير الحقيقية.

-
الإيهام والتدليسلمنح نفسها مصداقية تمارس وسائل الإعلام التدليس على المتلقين وتقوم بإيهام الجمهور أنها تأتي بالأخبار من مصادرها الأصلية بحيث يظن القارئ أو المستمع أو المشاهد أن الوسيلة الإعلامية حصلت على المعلومات من مصدرها الأصلي.

-
دس السم في العسلوهذه أخطر الأساليب المستخدمة في التضليل الإعلامي فتأتي وسائل الإعلام التي تمارس دس السم في العسل وتصنع الخبر على أسس سليمة وتضع فيه ما نسبته 90% من الصدق والحقائق الدامغات بينما تدس فيما تبقى السم الزعاف.

-
التكرارمن الثوابت في النظريات الإعلامية أن الإعلام يحقق نتائج إيجابية لصالح المخططات الإعلامية بجهود تراكمية يرفد بعضها بعضا ويتأتى ذلك من خلال تكرار الرسالة الإعلامية بوسائط متعددة ووسائل مختلفة.

و لكن مع التدفق المعلوماتي الهائل من الفضائيات والإنترنت والصحف وأدوات الاتصال يحتاج الإنسان و المتلقي في الوقت نفسه إلى مؤهلات وأدوات منهجية جديدة يجب عليه امتلاكها للخروج من الحصار الذي تفرضه المؤسسات الإعلامية على الأفراد والمجتمعات بل و على الدول، إلى درجة لا تكاد تختلف عن الحصار بالتكتم والحظر.

يقول المفكر الأمريكي نعوم تشو مسكي: "نحتاج إلى سلوك طريق الدفاع الفكري عن النفس لحماية أنفسنا من الخداع والسيطرة، فالحكم سواء كان ديموقراطياً أو استبدادياً يقوم على الرأي، وكذلك الإنتاج والاستهلاك".

ويحتاج الإنسان إلى قدر كبير من التمحيص والذكاء في التعامل مع الطوفان الإعلامي والمعلوماتي الذي تغرقنا به وسائل الإعلام المتنوعة، ليس فقط من أجل تمييز الصواب من الخطأ والكذب من الصدق فيها، ولكن لتجنب حالة خطرة تُستدرج إليها المجتمعات والحكومات والمؤسسات العاملة في الإصلاح والتنمية وحتى الأفراد أيضاً، وهي أن تخضع الاهتمامات والبرامج والاتجاهات والفتاوى والمواقف والأفكار على مستوى الأمم والأفراد والمجتمعات والحكومات في العمل والتفكير والترويج والإنتاج والاستهلاك والتجارة والرأي وأنماط الحياة والتفكير والطعام واللباس والسكن حتى في الدواء والعلاج لاتجاهات إعلامية ذات دوافع هي ابتداءً سياسية أو احتلالية أو ترويجية، فيتحول الإعلام إلى مصدر أساس للسياسات واشتقاق البرامج والخطط، وتغيب حينها القضايا والأولويات الكبرى والمهمة؛ لأنها لا تملك الاهتمام الإعلامي أو لأنها تخضع لحرب من التجاهل والصمت.

ولعل أسوأ أنواع الحروب الإعلامية على القضايا والأولويات المهمة التي تتطلع إليها الشعوب والمجتمعات هي تجاهلها بالصمت وعدم النشر حولها، فذلك يقلل أهميتها ويبعدها عن الاهتمام، ويحولها إلى قضية ثانوية أو مجهولة، ويشغل الناس بغير أولوياتهم واحتياجاتهم.

و في الأخير يجب الإشارة أن استخدام طريقة المصافي الثلاث تمكن الإنسان في الحياة العامة من عدم الخوض في ما لا يعنيه و ما لا يهمه و تجنبه الوقوع في ذنب النميمة و هي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتب والسنة وإجماع الأمة:

قال تعالىوَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (سورة الأحزاب: 58. (

وعن حذيفة رضي الله عنه قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم»:لا يدخل الجنة نمام« متفق عليه.

أما في مواجهة هذا التضليل الإعلامي و الطوفان الدعائي فيحتاج الإنسان إلى استخدام ذكاء غير عادي، وتفحّص الطوفان الإعلامي بالحس السليم والذكاء المتشكك، فحتى بعد أن تمرر الخبر عبر المصافي الثلاث لا تستسلم له و لكن اطرح السؤال الثلاثي:
ماذا يجب أن نعرف؟
وماذا يريدون لنا أن نعرف ؟
ماذا يريدون لنا أن لا نعرف من خلال هذا الخبر؟