Sunday, July 30, 2017

زواج في الظلام وخيانة في النور

قد يختار الرجل زوجة المستقبل بأحلام متواضعة


فكل ما قد يفكر به هو ان تكون جميلة، ابنة عائلة، خلوقة، تتحمل المسؤولية، امرأة يفتخر بها ام مجتمعه، لكنها في المقابل ليست هي الفتاة التي يحلم بها في اعماقه، او تلك التي حلم بها في طفولته ومراهقته، هي ليست الفتاة التي تحاكي تصوراته الاكثر عمقا، ومشاعره الاكثر خصوصية، تلك الفتاة التي يستطيع معها ان يفعل كل شيء مكبوت في خاطره، أمرأه يستطيع ان يراها على أرض الواقع ويلامسها في مساحات الحياة الواسعة، وليست مجرد علاقة يختبأ بها خلف الجدران دائما وليس من المسموح له ان يخرج بها كثيرا إلى حيث الهواء والاوكسجين والنماء

للأسف دائما ما نقول ( الخيانة علاقة في الظلام ) لكن الحقيقة ان العبارة اصبحت مقلوبة، فلم تعد الخيانة علاقة في الظلام، بل الزواج هو الذي بات يمارسه الزوجان في الظلام فيما يخرج العشيقان إلى الحياة ليتشاركا الأنشطة والنزهات والمغامرة واختبار كل ما في هذا العالم من متعة، بينما قد يترك بعض الرجال مثلا زوجته التي لم يخترها إلا ليرضي بها مجتمعه يتركها في البيت، فهي صورة اجتماعيه لها قالبها الذي لا يجوز ان تخرج عنه وإن خرجت اصبحت غير مناسبة للزواج، وفقدت الكثير من الامتيازات التي كانت تتمتع بها كزوجة،

إما لأسباب اجتماعية خاصة بها، او خاصة بزوجها

إنها تشعر بانها محاصرة بصورة نمطية لا يمكنها الخروج عن اطارها، وبمتطلبات لإرضاء الناس وليس لارضاء زوجها، ولأرضاء اهله وأهلها وليس لأرضاء نفسها، تجد انها تزوجت المجتمع ولم تتزوج به هو، فالمجتمع هو الذي يطالب وهو الذي يفرض وهو الذي يقيد، وليست هي او زوجها، والزوج الذي يشعر ان هناك فسحة مهما بدت بسيطة ليغادر هذه المنطقة الخانقة، لان المجتمع قد يعطيه تلك الفرصة من الهرب فغالبا لا يدان الرجل بقدر ما تدان المرأة، فإنه يهرب، فليس من المنطق ان يحتمل تلك القيود اللامنطقية، في الوقت الذي بإمكانه فيه ان يتخلص منها، فيما لا تستطيع المرأة الخروج او الهرب،

الحياة الرائعة الجميلة التي يحلم بها كل انسان، لا يجدها بسبب مجتمع قد يدين كل شيء، والانفصال عن المجتمع كليا لا يعد امرا صحيا، فمن الصعب ان يعيش الانسان بلا مجتمع، لكن هناك مليون طريقة وطريقة للتعايش مع كل شيء في وقت واحد، أن ينفصل الانسان بحريته الشخصية عن مجتمعه، ويعيشها كما يحلو له، فيما يحافظ في المقابل على الصورة العامة في الاوقات والمناسبات بينما يبقي حياته الخاصة خاصة للغاية، وهذا ما يفعله الشباب في كل مكان، إنهم يعيشون بهذه الطريقة، وعلى هذا المنوال.

يعايشون المجتمع يزوجات وأزواج وعائلات واسر محافظة على العادات والتقاليد، فهذا امر مهم

والانسلاخ منها يقوض نوعا ما شخصية الانسان، فمن الرائع ان تكون شخصية ذات اصالة، لكن حينما يحين وقت الحرية الشخصية، فإنه يعيش حياته بطولها وعرضها،، دون ان يمس تلك الاصالة في ذاته، ويأخذ شريكة حياته معه، إن كانت متفهمة وقادرة على ان تسير بين العالمين بكل ثقة وذكاء وحكمة، فلا تخسر خصوصيتها وفرصتها في حياة مميزة وثرية ولا تخسر مكانتها الاجتماعية كزوجة ذات حضور،

(( بعد ان تعرفت عليها بهدف الزواج، وبينما كنا نشاهد مجموعة من الفتيات يمارسن رياضة السباحة على شاطىء البحر بملابس السباحة الطبيعية وهى المايوة، وجدتها تقول: (( لم يعد حياء في النساء، كيف تستطيع فتاة مؤدبة ان ترتدى مايوة وتكشف جسدها هكذا في مكان عام صدقا لا تستحي))  كنت اريد ان اسألها لماذا تعتقدين ذلك؟!! لكني تراجعت، فقد ادركت اني امام فتاة حكمية وشريرة وتسيء تقدير وفهم الناس، لديها احكامها سيئة النية مسبقا، فقررت قطع العلاقة بها فورا، لاني ادركت ان امرأة كهذه لن تتقبل اسلوب حياتي المفعم بالبهجة والانشطة السعيده... تركتها لتتزوج من رجل كئيب يشبهها...)).
  
(( حينما انهيت دراستي الجامعية اصر شقيقي على تزويجي من صديقه، فطلبت منه ان اقابله اولا، فهذة ابسط حقوقي، وحينما التقيته، وجدت كم كان يشبه شقيقي المتزمت في كل شيء، فرفضته، من ما اثار حقد شقيقي علي، لكني لم أبالي، وبقيت مصرة على موقفي حتى رزقني الله زوجا أكثر انفتاحا وحبا للحياة، ورغم ان شقيقي كان متزمتا رافضا ان يتركنى بحريتى أو خروجي للعمل، إلا ان زوجي اعطاني جميع تلك الحريات، فإن كنت قد عشت حياة لا انصاف فيها مع شقيقي إلا اني انقذت نفسي باختيار الزوج المناسب الذي يمكنني ان أمارس معه حياتي الصحية الكاملة، اخرج مع زوجي لممارسة الرياضة، ونسافر للاستجمام كل عام، إلى كل بلاد الدنيا دون تحيز، ونستمتع بكل جديد دون عقد...))

(( حينما تزوجت به، شعرت انه يريد أن يخبرني امرا، فقد كانت له اجواءه الخاصة في السفر، لم اكن افهم في البداية، لكنه حاول ان يقرب لي زوجة صديقه، التي كانت ذات شخصية خلاقة، ومنفتحة على العالم والثقافات المتعددة، في البداية انتابني الخوف شعرت انها جميلة ولو وطدت العلاقة معها فقد تختطف انظار زوجي، لكني اكتشفت بعد عدة دقائق من الحديث انه يعرفها جيدا وقد سبق له ان خرج معهم في مناسبات عديدة، وبدأت ألملم اطراف التلميحات التي كان يحاول ان يسربها إلي، لقد عمد زوجي إلى ان يضعني مع هذه المراة في تحد لكي يرى إن كنت سأقبل بأجواء حياته العامرة بالاصدقاء أم اني سأتراجع، كنت قد خططت إلى ان انتقدها وانتقد اسلوب حياتها، لكي اشوهها في عينيه فيبعدني عنها ويبتعد هو ايضا، لكني فكرت اكثر ووجدت ان هذا سيبعدني انا عنه، إنه يختبرني، إنه يضعني في اختبار ليرى إن كنت اتناسب مع الاجواء التي اعتاد عليها أم لا فإن لم اكن مناسبة سيأسرني في البيت، ويصطحب أخرى معه فهؤلاء اصدقائه وتلك حياته الخاصة، فإما ان اكون او لا أكون، وما ان انتهت الزيارة وجلست إليه، حتى سألني كيف وجدت زوجة صديقي، فقلت له (أحببتهابل احببتهم جميعا وأحببت اجواء الحياة التي يعيشونها، إنها حياة عامرة بالانشطة والسعادة، ليتنا ننفتح على الحياة كانفتاحهم فحياتنا لنا وحدنا وليست لغيرنا، ويمكننا ان نكون سر بعضنا...))
لا يمكنني ان اصف لك السعادة التي اعتمرت وجهه، والابتسامة التي كادت ان تشق فمه، وهو ينظر لي ويقول جهزي نفسك فقد نخرج الاسبوع المقبل في رحلة معهم إلى الغردقة، فنحن مدعوان من قبلهم ... إن صديقي يملك فيلا فخمة ورائعة على البحر ، وسنلتقي هناك بمجموعة اخرى من الأصدقاء ...

شعرت بالخوف في قلبي، ((العديد منهم، يا إلهي وهل كل زوجاتهم جميلات هكذا، إذا علي ان ابدأ في العناية بنفسي اكثر فأكثر، ولهذا فأنا لا زلت ابدوا صغيرة وجميلة رغم اني تجاوزت الاربعين، ذلك لان الاجواء التي عشتها معهن كانت تستفزين للعناية بمظهري وقوامي )) فكرت في نفسي وقلت (( جميل اسعدتني هذه الدعوة)) منذ ذلك الحين وحياتنا الخاصة مختلفة لا اتحدث عن تفاصيلها امام اهله مطلقا، وليس امام أهلي ايضا ابقي حياتنا سرا يخصنا، من ما جعله يأخذني معه إلى كل مكان، وجربت معه السباحة والغوص، صعود الجبال وركوب الدراجات، التخييم في العراء والابحار في يخت، كل ما يخطر او لا يخطر في بالكم، لقد عشت معه حياة لم احلم بها يوما.

وكلما عدت بالذاكرة إلى الوراء وتذكرت ذلك اليوم الذي اختبرني فيه، وجعلني اجلس مع زوجة صديقه، لو اني في ذلك اليوم اخبرته اني لست مرتاحة لها وانها امراة تافهة لاتفكر سوى في الاستمتاع بوقتها اكثر من ما ينبغي، فكيف كان حالي، لأصبحت اليوم، مجرد امرأة لتربية الاطفال، مهما صرخت أو اعترضت، او شكوت أو ولولت وحتى إن مزقت ثيابي قهرا، فإني لن اجده حولي، لان حولي لا توجد حياة، لا توجد سوى الجدران، الباردة، الكئيبة، والبيت الذي مهما زينته فلن يصبح جنة، لانه بالفعل ليس سوى بيت، مهما تخيلته سيبقى مجرد بيت بجدرانه الباردة فالخيال حالة وليست احساسيس.
لكني كنت محظوظة للغاية، بذكائي، لقد ادركت سريعا انه يختبرني ويريد ان يتأكد من اني قادرة على خوض تلك الحياة معه دون ان احكم عليه او ادينه، او اشعره بالغرابه، وقد نجحت ...
كانت هذه تجارب بعض من قابلتهم فى حياتى... فماذا عنك انت ..!!

إن الفتاة التي لا تكاد تعي انها في اختبار، قد تنبري لتحكم، وتصبح من كالنساء العجائز الشمطاوات الشريرات، اللاتي ينتقدن كل شيء، وأي شيء، تقليديات مصرات على ان يصبغن كل العصور بأفكارهن الرجعية وسوء النوايا، حكميات متحجرات غير قابلات للاطلاع على الرأي الأخر، فيعلم زوجها أنه امام امراة متزمتة الفكر غير مستعدة لأن تستوعب او تتغير او ان تعيش، إنها تستلم لمجموعة من الأفكار والمعتقدات البالية التي لاتمت للأصالة او الدين بصلة، وإنما هي زحمة من سقط الافكار والبالي من المعتقدات، إنها آتية من سحيق الزمن البعيد غير مؤهلة لتعيش حياة زوجية عصرية.

الحياة الزوجية، حياة دائمة مستمرة، ذلك الشريك الذي سيعيش معك سيبقى هناك معك إلى الابد، وكل ما تريد ان تعيشه في حياتك غالبا سيشاركك فيه، فإن كان بعيدا كل البعد عن اجوائك فلن يكون مناسبا، بل وسيجلب لك الامراض بكل انواعها، عليك ان تعي ذلك،

No comments:

Post a Comment